Thursday, June 16, 2011 القمرُ معيارُ الجمال

 

صورةفي الصغر

كنت أَعجبُ من تشبيه الشعراء للحسناوات من بنات حواء بالقمر والبدر ليلة كماله، حيث لم أكن أرى جمالاً في تلكم الكرة البيضاء في السماء، لكن عندما واتتني الظروف للخروج من صخب أضواء المدينة إلى سكون البادية أيام رحلاتنا الجامعية ورأيت القمر حينها بمعزل عن الأضواء الأخرى، باسماً متبختراً بين النجوم في السماء، أبصرتُ الحقيقة التي لم أكن أعيها من قبل، وتذكرت ضاحكاً قصة الشاعر الذي قدم من البادية مادحاً الخليفة المتوكل قائلاً له: (أنت كالكلب في حفاظك للودّ وكالتيس في قراع الخطوب!!…)، فلمّا أسكنه الخليفة في رصافته وسط بساتينها ورياضها أنشده بعدُ: (عيونُ المها بين الرصافة والجسر.. جلبنَ الهوى من حيث أدري ولا أدري،.. خليليَّ ما أحلى الهوىوأمرَّه..أُعرّفُني بالحلو منه وبالمرّ….)، جالت هذي الخواطر برأسي وأنا أتطلع إليه قبل قليل وهو يختفي تماماً خلف ظل الأرض في خسوفه الكلّي قبل دقائق موقناً أن أهلنا بالبادية قد تعلقت أبصارهم وقلوبهم بهذا الحدث أكثر مما همّنا نحن بين ضوضاء المدينة، بما يمثله لهم القمرُ مصدراً للإلهام !!  ومعياراًللجمال، متسائلاً في ذات الوقت عن معيارنا للجمال في المدينة وسط البناءات والإسفلت؟!

Leave a comment